كتاب التخويف من النار كتاب وعظ وإرشاد، يتوزع على ثلاثين بابًا في الإنذار والتحذير من النار وأحوال الخائفين منها،ووصف لجهنم، وطبقاتها، وعمقها، وظلمتها وحرها وتسعيرها، وتفاصيلها وطعامها وشرابها ولباسها. لابن رجب أسلوب انتهجه في كتابه يمكننا الاطلاع عليه من تفاصيل الباب الأول؛ في ذكر الإنذار بالنار و التحذير منها فيبتدئ بشواهد من القرآن من مثل يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون» ويذكر أقوال العلماء المتعلقة بهذه الآيات القرآنية من مثل تعليق الحسن البصري على العبارة القرآنية نذيرا للبشر «و الله ما أنذر العباد بشيء قط أدهى منها» ثم ينقل بعد الآيات وأقوال العلماء في معانيها إلى إيراد الأحاديث النبوية فمثلًا ينقل في الباب الأول حديثًا ورد في الصحيحين «قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : اتقوا النار قال : و أشاح ثم قال : اتقوا النار ثم أعرض و أشاح ثلاثا حتى ظننا أنه ينظر إليها ثم قال : اتقوا النار و لو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة» ولا يكتفي ابن رجب بنقل الأحاديث الصحيحة بل ينقل ما هو أقل درجة من الصحيح لأن موضوع الكتاب الوعظ وليس الأحكام والتشريع فمثلًا نقل حديثًا ضعيفًا أخرجه البيهقي «عن أنس عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم : يا معشر المسلمين ارغبوا فيما رغبكم الله فيه و احذروا و خافوا ما خوفكم الله به من عذابه و عقابه و من جهنم فإنها لو كانت قطرة من الجنة معكم في دنياكم التي أنتم فيها حلتها لكم و لو كانت قطرة من النار معكم في دنياكم التي أنتم فيها خبثتها عليكم» ومع كل رواية ينقلها يبين وجه الضعف فيها للأمانة العلمية التي يتسم بها المؤلف. ثم بعد فراغه من القرآن وتفسيره ومن الروايات الصحيحة والأقل صحة من الأحاديث النبوية يورد أقوال العلماء المتعلقة بالموضوع نفسه كروايته عن المعلمي بن زياد «كان هرم بن حيان يخرج في بعض الليالي و ينادي بأعلى صوته: عجبت من الجنة كيف نام طالبها و عجبت من النار كيف نام هاربها ثم يقول: أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا و هم نائمون