ثم لما اخرج شيخنا عيسى بن عبدالله السعدي الغامدي حفظه الله كتابه : (مقاصد كتاب التوحيد) وجدت أنه من أجل شروح كتاب التوحيد إن لم يكن أجلها حيث إنه لم يتوسع في المباحث اللغوية والحديثية وإنما صرف كل الشرح في باب توحيد الألوهية كما أنه استوعب ما في الشروح من المعارف والأحوال وزاد عليه تقسيمات وتحريرات ونقول لا توجد في الشروح الأخرى فخرج كتاب (مقاصد التوحيد) بديعاََ في تنسيقه وانسجامه
وأما ترتيبه فقد أبقى الأبواب الستة الأولى وعلق عليها كما هي في كتاب التوحيد بينما لم يلتزم بترتيب الأبواب الأخرى بل قدم وأخر وضم النظير إلى نظيره وجعل المسألة مع أختها مراعياََ مقاصد الكتاب دون ترتيبه الذي جعله عليه شيخ الإسلام
وسبب الإبقاء على الأبواب الستة الأولى يرجع إلى ما نبهنا عليه شيخنا السعدي من أيام تدريسه لنا حيث كان يؤكد على أن السته الأبواب الأولى هي الأصول والأخرى فروع لها وهذا ما أشار إليه شيخ الإسلام المؤلف بعد الباب السادس حيث قال وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الأبواب