ان أعظم الأمور خطراً وقدراً، وأعجبها نفعاً ورفداً، ما استقام به الدين والدنيا، وانتظم به صلاح الآخرة والأولى، لأن باستقامة الدين تصحّ العبادة، وبصلاح الدنيا تتم السعادة. وقد توخى بهذا الكتاب الإشارة إلى آدابهما، مفصلاً ما أجمل من أحوالهما، على أعدل الأمرين: من إيجاز وبسط، جامعاً فيه بين تحقيق الفقهاء، وترقيق الأدباء، فلا ينبو عن فهم، ولا يدق في وهم، مستشهداً من كتاب الله، جلّ اسمه، بما يقتضيه، ومن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما يضاهيه ثم متبعاً ذلك بأمثال الحكماء، وآداب البلغاء، وأقوال الشعراء، لأن القلوب ترتاح إلى الفنون المختلفة وتسأم من الفن الواحد. وقد قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه” “إن القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فاهدوا إليها طرائف الحكمة”. وقد قسّم المؤلف كتابه هذا ضمن أبواب خمسة