يتوخى عرض مباحث البلاغة النبوية على نسق أبواب علوم البلاغة الثلاثة بابا بابا، ماما اقتضى استقراء مطولا لجوامع الحديث النبوي لئلا يخلو باب منها من شاهد نبوي ثابت، مع الالتزام بقصر الاستشهاد على الصحيح الثابت من حديثه ﷺ ، وتخريجه من مصادره الأصلية المعتمدة. وتحريا لتمام الفائدة صدرت كل باب بتأصيل نظري وجيز يكون مفتاحا للدارس إلى استيعاب مسائله وفقا للمنهج المتبوع الذي استقرت عليه علوم البلاغة على يد شيخيها السكاكي والقزويني، مجتهدا قدر الإمكان في بيان القيمة الدلالية للفنون البلاغية التي اشتملت عليها الشواهد الحديثية، والكشف عما انطوت عليه من نكت ومحاسن تكسو التعبير النبوي حسنا ومهابة، مستهديا في ذلك بكتب الشروح الحديثية ،مراعيا الإيجاز غير المخل، ومكفكفا من غلواء اللغة الأدبية التي اصطبغت بها كثير من الدراسات العصرية فابتعدت عن غايتها الأصلية، وأخلت بشرائط علوم البلاغة وتفاريعها بدعوى جفافها وخلوها من أي فائدة. وختم الكتاب بدراسة تطبيقية لجملة مختارة من الأحاديث النبوية يجتمع في درسها كثير مما تفرق في ثناياه من قواعد وفنون على صعيد واحد