الأمثال في القرآن الكريم ، من تدبير اللَّـه لعباده أنْ ضرب لهم الأمثال من أنفسهم لحاجتهم إليها ليعقلوا بها، فيدركوا ما غاب عن أبصارهم وأسماعهم الظاهرة؛ فمن عقل الأمثال سماه اللَّـه تعالى في كتابه عالـمـًا؛ لقوله تعالى:وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون[ العنكبوت: 43 ]. فالعباد محتاجون إلى ضرب الأمثال لـمَّا خفيت عليهم الأشياء، فضرب اللَّـه لهم مثلًا من عند أنفسهم لا من عند نفسـه ليدركوا ما غاب عنهـم، فأمـا من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء فلا يحتاج إلى الأمثال } وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [ النحل: 74 ]. وقد جاء هذا الكتاب الذي بين يديك – أيها القارئ الكريم – ليطوِّف حول معنى المثل – عمومًا – وأهميته وأنواعه وعلاقته بغيره؛ كالحكمة والتشبيه والقصة، ثم تناول بالتفصيل “الأمثال في القرآن الكريم”؛ عرضًا وتحليلًا، مع عقد مقارنة بين أمثال القرآن الكريم والعهدين القديم والجديد