كتاب نال كثيرا من الجدل بين أوساط المشايخ الفضلاء وغير الفضلاء (أعني المرجئة). فالكتاب الذي ينتصر للقول بأن من وقع في الشرك،تجري عليه أحكام الكفر، حتى قبل بلوغ الحجة؛ قد تناوله بعض المشايخ بهجوم على شخص الشيخ مدحت. حتى أنني سمعت شيخا مرجئا يدعى (أ.غ) يقول لي:ده مش شيخ
ومع أن علماء نجد قد ظهر بينهم هذا القول، إلا أن الشيخ مدحت قد ناله الأذى أكثر من غيره.كما نال محمد رشدي السعداوي الذي كتب في نفس المسألة بنفس الرأي
بلغني من مصدرين أحدهما المرجئ الذي نفى عنه المشيخة، والثاني كان سؤالا موجها للشيخ أبي إسحاق الحويني، بأن مدحت قد بتر بعض الأقوال للطبري في كتابه هذا
لست في وضع يسمح لي بالتحقق من كل نقل. ولكني قد لاحظت على المرجئة حزبية مقيتة. فهم يصرون وأعني بذلك (أ.غ) وعلي الحلبي على أن الشيخ عبد الله الجبرين لم يقرأ الكتاب، وإلا لما قدّم الكتاب لو أنه قرأه. وفي هذا تكذيب للشيخ الجبرين رحمه الله الذي قال (اطلعت على كتاب..إلخ) ولم يقل (على بعض ما جاء في كتاب...). وهذا يدل على حزبية أولئك المرجئة لما أرادوا إسقاط مدحت. وعدم إسقاط الجبرين لأن له(أي الجبرين) من الهيبة والنفوذ الأدبي ما يردهم خائبين فيما لو أرادوا به شرا
الشيخ مدحت كان أذكى من المرجئة، فقد طبع نسخة أخرى من الكتاب،قدمها الشيخ المحدث عبد الله السعد، كتب فيها ما يقارب الإثنتا عشرة صفحة في الانتصار لاختيار الشيخ مدحت
الكتاب لما قارنته بكتب العذر بالجهل لاحظت أنه أكثر الكتب تقسيما وتفصيلا للمسائل التي على الباحث العناية بها عند دراسة قضايا العذر بالجهل. والمسألة كما لاحظت أن أكثر من بحثها في الوقت الحاضر إخواننا المصريون. وهذا يدل على أن الحوار والبحث العقدي حاضر في بيئة حضرية كبيئة مصر. فلو بقيت المسألة حبيسة كتب علماء نجد، لقال خبراؤنا الاجتماعيون ممن عقولهم خربة بأن هذه المسائل لا تولد إلا في المجتمعات المنغلقة كالبيئة الصحراوية والعقلية البدوية وووو..حيث تحولوا من غزاة لصوص لما كانوا بلا دين، إلى مكفراتية لما تدينوا، وأرادوا أن يعيشوا الغزو بطريقة أخرى....إلى آخر هذه الديباجة
الكتاب مهم ولا يمكن لمرجئ أو غير مرجئ أن يتجاوزه. ولا يعني هذا انتصارا مني لرأي الشيخ مدحت بقدر ما هو إنصاف لمجهوده
حبذا ممن قرأ مراجعتي هذه أن يزودنا بأسماء كتب في نفس المسألة