بعث اللهُ سبحانه وتعالى نبيَّنا محمدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شاهدًا ومبشِّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنِه وسِراجًا منيرًا، وجعله خاتَمَ النبيِّين وجعل رسالتَه خاتمةَ الرِّسالاتِ، فلا يتحقَّقُ الإيمانُ برسالته إلا بالإيمان به؛ وذلك لعظيمِ منزلته عند الله عزَّ وجلَّ
وقد تعلَّق بذاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأعضائِه الشَّريفةِ كثيرٌ من المسائِلِ العَقَديَّة والخصائصِ النبَويَّةِ، وكَثُر الكلامُ حولَها؛ مرَّةً بالحقِّ، ومرَّاتٍ بالباطِلِ
فكان هذا الكتابُ: (المسائِلُ العَقَديَّةُ المتعلِّقةُ بذاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الشَّريفةِ) تِبيانًا لمذهب أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، ورَدًّا على المخالِفينَ في جملة من المسائِلِ المتعلِّقةِ بذاته الشَّريفةِ وأعضاءِ جَسَدِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ
وقد قسَّم المؤلِّفُ الكتابَ إلى مُقَدِّمةٍ، وبابينِ، وخاتمةٍ
ففي المُقَدِّمة ذكر أسبابَ اختيارِه للموضوعِ، ومنها:
- عظَمةُ جنابِ النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وعَظَمةُ مَنزلتِه الرَّفيعةِ
- كثرةُ المخالِفين -خصوصًا من أصحابِ الطُّرُقِ الصوفيَّةِ- فيما يتعلَّقُ بذاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
- ما يَرِدُ من أهلِ البِدَعِ مِن اتِّهامٍ لأهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ بالجَفاءِ فيما يتعلَّقُ بذاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم