حَاشِيَةُ ابنِ عَابِدِينَ بمداد التوفيق الإلهي سطرت أناملُ إمام أهل الرأي - الإمام أبي حنيفة - مذهبه الفقهي، ذلك المذهب الذي فَقِهَ الواقع بمسائله، واستشرف المستقبل بافتراضاته؛ فعكف عليه العلماء من بعده: يسردون آراءه، ويوضحون مشكله، ويقربون بعيده، ويشرحون غريبه. وكان من ضمن العاكفين على مدارسة تراث الأحناف الإمامُ محمد أمين، الشهير بابن عابدين؛ الذي عمد إلى التراث الحنفي، فقرأ كتبه، ووعى فكره. وباتساع أفقٍ، وغزارة مطالعة، أتى بموسوعة فقهية تستشعر من عنوانها اختصاصها بكتابي: الدُّرِّ المختار، وتنوير الأبصار؛ لكنها - في الحقيقة - محررة جامعة للمذهب الحنفي، شعارها: لئن فاز السابق- تأليفًا - في المذهب الحنفي بالريادة، لابد وأن يفوز اللاحق بالإجادة. وقد قيض الله لهذه الحاشية مجموعة من أَفاضل المحققينَ، وثقوا نصوصها، وخرجوا أحاديثها، بإشراف من الدكتور/ حسام الدين فرفور، رئيس مجمع الفتح الإسلامي بدمشق؛ فأتتْ في أبهى حلة، وأفخم صناعة.