يعتبر كتاب جائزة الأحوذي في التعليقات على سنن الترمذي من الكتب القيمة لدى للباحثين والأساتذة في فروع علم الحديث الشريف؛ حيث يندرج كتاب جائزة الأحوذي في التعليقات على سنن الترمذي ضمن نطاق علوم الحديث الشريف والفروع قريبة الصلة من علوم فقهية وسيرة وغيرها من فروع الهدي النبوي
قال – حفظه الله – في المقدمة ( ص 14 ) :
و قد ركزت فيه على الأمور التالية :
1- اختصار كتاب " تحفة الأحوذي " مع جمع فوائد غزيرة من باقي الشروح والحواشي .
2- شرح غريب ألفاظ الحديث و الآثار نقلا عن أئمة هذا الفن .
3- تلخيص معاني الأحاديث عند الضرورة اعتمادا على ما بينه الأسلاف من هذه الأمة .
4- الإيماء عند البحث والفحص في مسائل كثيرة إلى مظانها من الكتب المطولة .
5- ذكرت أحيانا المسائل المستبطة والمستخرجة من الأحاديث من دقائق مسائل الخلاف مما اختلفت فيه أنظار العلماء و دق وجه الصواب فيه .
6- أوردت الأشياء المهمة الكثيرة بعنوان " التنبيه " و الفوائد " .
8- التعليق على المذاهب المتنوعة ، وبيان الراجح منها ، مبينا على النهج القويم الذي سار عليه أئمتنا من أهل الحديث ، و هو أنه لا حجة إلا فيما قال الله أو قال رسوله ، وكل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
9- لم آل جهدا في إعادة النظر على المتون والأسانيد على طريقة أهل الحديث وفي حدود مصطلحهم مع قصد الاختصار و عدم الإطالة ما أمكن إلا فيما لا بد منه ، ولم أقلد الإمام الترمذي – رحمه الله – في الحكم –أعني – في التصحيح والتحسين والتضعيف ، وإنما أحكم بما أداني إليه بحثي و نقدي .
أما الطريقة التي سلكتها فهي :
• إذا كانت الموافقة مع المصنف في الحكم سكت بتاتا .
• و إذا هو لم يحكم على الحديث اجتهدت للحكم عليه .
• وفي صورة عدم الموافقة والمطابقة أشرت إلى ما وقع له في ذلك من الأوهام والعصمة لله الواحد القهار ، و و ضحت سبب الاختلاف والترجيح لما ادعيته استنادا مما ذكره أئمة هذا الشان .
10- منهجي في اختصار كتاب " تحفة الأحوذي " في النقاط الآتية :
* إذا نسخت أي عبارة منه منسوبه إلى المرجع الموثوق به : حاولت الرؤية والنظر إليها في المظان سواء أحال بها العلامة المباركفوي أو سكت عنها و ذلك ليطمئن قلبي ، لأنه كثيرا ما يتغير المعنى بتغير الألفاظ ، شاهدتها فعلا عند المراجعة في بعض الأمكنة .
* رأيت أحيانا الموصوف ينقل عبارة عن الأشاعرة أو الماتريدة وغيرهم المؤولين ويكون فيها نوع من التأويل والتحريف في مسألة الأسماء والصفات و هو لم ينتبه لذلك : أصلحته على منهج سلفنا الصالح أو حذفته و أتيت بعبارة مناسبة يقتضيها المقام .
* قد يحصل منه ذهول في بعض الشئ عقبته و أصلحته بنية خالصة لله عز و جل المرجو منه الأجر و المثوبة .
* استدركته بعض الأحاديث فات عنه شرحها .
11- رددت ردا علميا على من تحامل على صاحب " التحفة " بالسب والشتم من متعصبي الحنفية إن دعت الضرورة إليه كمثل ما فعله الشيخ البنوري في " معارف السنن " حيث شتمه و شنعه بغير جريمة ارتكبها .
12- أدخلت في هذا السفر الجليل فتاوى العلماء الثقات و آرائهم بالمناسبات أمثال :
• سماحة الوالد العطوف الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمهما الله تعالى .
• العلامة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى .
• مربي الأول المحدث الشهير الحافظ عبد الله الأمرتسري الروبري رحمه الله تعالى الذي يدور عليه رياسة الإفتاء في زمانه في شبه القارة الهندية .
• محدث العصر العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى .
• اللجنة الدائمة ، وما إلى ذلك .
وإذا كان الخلاف مع أحدهم في وجهة النظر أبديت رأيي حسبة لله عز و جل .
هذا ، وإنني في هذا قد بذلت كل ما في وسعي و إمكاناتي من جهد و وقت ، فإن وفقت فيما قدمت فهو بتوفيق من البارئ تبارك و تعالى و فضل منه و إن كان غير ذلك فهو من نفسي فذلك عمل بشري يعتريه القصور و النقصان ولا أستطيع أن أقول إلا كما قال الشاعر :