تعد مباحث القضاء وتَوابِعَه من الدَّعاوى والأيمان والشهادات من أعظم المَباحِث وأجلِّها؛ فهي المَفزَع - بعد الله - للقُضَاة، بها يعرف القاضي أصول الحكم وسماع الدَّعاوى والبيِّنات والشَّهادات، والفصْل بين أهْل الخصومات
وقد وقَف الكاتب على كتابٍ فرِيدٍ في بابه، شامل في موضوعه، عنوانه: "وظائف القُضَاة في أصول المُرافَعَة وترجيح أحد البيِّنات"، لمؤلفه الحسن بن الحسن بن المثنى الحسيني الملقَّب بصدقي الرومي العالم الحنفي الكبير، وقاضي قُضَاة اليمن ونائب لواء الحديدة، طُبِع الكتاب قديمًا طبعة حجرية مكتوبة بخطِّ اليد في بومباي سنة 1291 هـ؛ أي: منذ ما يَقرُب من مائة وأربعين سنة، غير أنَّ الكتاب مع جودته عَزَّ وجودُه هذه الأيَّام، ولم يتيسَّر لطلبة العلم والمهتمِّين بالكِتابات المُختَصَّة في مجال القضاء إلا نُسَخ مَعدُودة حوَتْها أقسام نَوادِر الكتب في المكتبات، لذا قام الكاتب بجمع نسخ الكتاب وإعادة إخراجه مُحَقَّقًا في حُلَّة قَشِيبة، مقسمًا بين مجموعةٍ من الزُّمَلاء، مع مُراعَاة أصول التحقيق العلمي المعروف، فكان هذا القسم التحقيقي الأوَّل من أوَّل الكتاب إلى نهاية المقصد الثاني
أهميَّة الكتاب وأسباب اختياره
تظهر أهميَّة الكتاب وأسباب اختياره فيما يأتي
1- موضوع الكتاب وتعلُّقه بالقضاء واشتِماله على أكثر مسائله
2- منزلة مؤلِّف الكتاب؛ إذ يُعَدُّ من كِبار رِجالات الدولة العثمانية، وقد جمع الله له بين رِئاستَيْن: نيابة لواء الحديدة، وقاضي قُضَاة اليمن
3- الإسهام في إخراج الكتاب في حُلَّة جديدة بعد أن كاد يَندَرِس وينقَطِع من أيدي الناس
4- أنَّ الكتاب يُعَدُّ من آخِر ما كتب عُلَماء الحنفيَّة في مجال القضاء، ومن رجل باشَر القضاء زمنًا طويلاً، وتولَّى أعلى مناصبه
5- الفوائد المرجوَّة من تحقيق الكتاب، لعلَّ من أهمِّها ما تُضِيفه للباحث من إضافات علميَّة قيِّمة في المجال البحثي القضائي
خطَّة البحث
قسم الكاتب هذا البحث قسمين
• القسم الأول: القسم الدراسي
• القسم الثاني: القسم التحقيقي
أمَّا القسم الدراسي فقد اشتَمَل على مبحثَيْن
المبحث الأول: حياة المؤلف
المبحث الثاني: التعريف بالكتاب
وأمَّا القسم الثاني (القسم التحقيقي)، فيقع في عشرة ألواح (عشرين صفحة)، متوسط كل صفحة 21 سطرًا، متوسط كل سطر 12 كلمة