إن خير الكلام كلام الله العظيم، وخير الكتب كتابه الكريم، فهو المعجزة الباقية على مرّ الدهور، ففيه المنهج المُرضي لكل العصور، وهو الهداية إلى صوب الصواب، وفيه الحكمة وفصل الخطاب، فلا عجب أن تسابق إليه الأئمة، وامتدت إليه أيادي علماء الأمة، يغوصون في بحاره ليستخلصوا كنوزه ويستخرجو لآليه
وكان مارويعنالنبيصلىاللهعليهوسلمأشياءيسيرة،ثمتصدىلذلكالصحابةالكرام،وفيمقدمهمحبرالأمةابنعباسرضياللهعنهما،ومنبعدهتلاميذتهوغيرهممنالتابعين،وكانتآثارهمتُحفَظُفيالصدور،ثممالبثإلاقليلاًحتىحُفِظَتفيالقراطيسوالسطور،فقلَّأنيوجدإمامالدولةتفسير؛كماقالالإمامالسيوطيفيمطلع"الزاهد"،حيثيقصدمنكلامهومماوصلنامنالتفاسيرأنهاكانتمقتصرةوماوصلهممنآثارأهلالعصرالأولالابرار،وأنهالمتكنمنالمطولات؛بلكانتإلىالإيجازأقرب،ثمجاءتبعدهمطبقةأخرىأصحابنحوٍولغةٍ،فألّفوافيمعانيالقرآنمايزيلالأغراب،وضمواإلىمعانيهالمقتبسةمناللغةماتحتاجإليهتراكيبهمنالإعراب،كالكسائي،والفرّاء،والأخفش وهكذاكانتتتراكمالمعارفوتتزايدالأفكار،فكانمنجاءبعدأولئكمنالمفسرينمجيدينبماوصلهممنالآثار،ومنناسخومنسوخ،وأسبابنزول،وأحكامفقهية...وكلماجاءعصرزادواعلىمنقبلهم،حتىوصلناإلىمطوّلاتتحتاجإلىالشهوروالسنينلسيرها ومنهنا،ظهرتالحاجةإلىتفسيرمقتصرعلىالتفسير،وموجزبعيدعنالحشروالتطويل،يكونسهلالمتناوَلِ،واضحالعبارة،قريبالفائدةغزيرالإشارة،معتمداًعلىأرجحالأقوال،معإعرابمايحتاجإليهفيبعضالأحوال،والتنبيهعلىالقراءاتالمختلفةالمشهورة،علىوجهلطيفوتعبيروخير،وتركالتطويلبذكرأقوالغيرمَرْضية فجاءتفسيرالجلالينليجمعكلهذهالأوصاف،فكانبشهادةأهلالإنصافخيرمؤلَّفٍكُتبفيهذاالباب،لكنتحصيلالكمالبعيّدٌعنصنفِالرجال،فمهمابلغالمرءمنالإتقان،لابدمنيفوتهأمرويغلبهالنسيان،فجاءالإستدراكأوالتعقب،علىيدعالمزمانهألمّلاعليالقاري،فعكفعلىذاكالتفسيربالتنبيهوالتعزيز،والتنقيحوالتيسير،والزيادةعلىلِنَكاتٍسنيّة،وفوائدمرضيةفيمصنفلطيفسمّاه:الجمالينعلىالجلالينُّ،فجاءجمالاًعلىجمال،ناهجاًطريقتهفيالإختصار،وصانعاًذلكبأسلوبهالجزل،وجملهالرشيقة،وعلمهالواسع،وعقلهالراجح. وكما"الجلالينّ"بحبلالقرآنوألفاظه،بحيثلايمكنالفصلبينهما،ولايتحققالفهمإلاباجتماعهما،كذاجاءهذاالكتابمدمجاًفيكليهما،لايمكنقراءتهإلامجتمعاًمعهما،بحيثيكونالنصّالقرآنيمعالجلالينوالجمالينفيسبكٍواحد،ففيالتفسيرأخذعنبعضالمفسرينمنأصحابالتفاسيرالحَسَنةِالمقبولة. كماأفادأيضاًمنبعضأصحابالحواشي،هذاولميتسنىتزيينهببعضالعباراتالجميلةللمتصوفةفأينعطاء،وسهل،والجيلاني،وأسلوبهفيالنقلعنالمصادرحسنٌبديع هذاوإنمنيتعمقفيهذاالتفسيريجدأنالمصنفكأنهاتخذهذاالمصنفمنبراًلتعقّبالبيضاويوكانكثيراًماينبهعلىمسألةتتعلقبمنهجالبيضاويعموماً،وفيالقراءاتخصوصاً منهنا،ولأهميةهذاالتفسير"الجمالينعلىالجلالين"للإمامالقاري،فقدتمالإعتناءبه،حيثيشيرالمحققبأنه:١-بعداستقرائهنسخالكتاب،اعتمدمنهجالتلقينبينها،حيثيذكرأنه(م)نسخةجديرةبالإعتمادالكليعليهاكأصيلللكتاب،فكلهامتقاربةمنحيثالزيادةوالنقص،والخطأوالتعريف،حيثنسخالكتابمننسخة-أشارإليها-نسخة(م)ليقابلهعلىبقيةالنسخ،متبعاًجميعالفروقفيالهامش،٢-ضبطالنصضبطاًجيداًيسهلعلىالقارئتناولالكتاببمايحلّمشكلهويوضحمهمة،٣-تفقيرالنصتفقيراًجيداًبمايتناسبمعالكتابومادتهالعلمية،٤-إضافةعلاماتالترقيمالمناسبةله،٥-تمييزكلماتالشرحفيسياقالكلامعنغيرهاللتوضيح،ولاإعطاءالنصّلمساتجماليةتريحالقارئ،٦-تخريجآياتالشواهدضمنالنص،ثمتخريجالقراءاتبالإستعانةبمجموعةمهمةمنالمراجع،٧-تخريجأبياتالشعروعزوهاإلىمصادرها،٨-تخريجالأحاديثالواردةفيالكتابوعزوهالمصادرها،ناقلاًكلامالعلماءعليها،أنوجد،٩-تخريجالآثارالواردةعنالصحابةوالتابعينتمأقوالالسلفالصالحمنالمفسرينوغيرهم،١٠-التوسعقليلاًفيماأبهممنالمسائل،وبيانماأشكلمنمعانٍ،بقدرالحاجة،وتوثيقذلكمنالمراجعالمعتمدة،١١-توثيقالمنقولالتييذكرهاالمصنفوعزوهاإلىمصادرهابحسبماوقفعليهالمحقق.