مما لا شك فيه أن كل عصر من العصور لا يخلو من مسألة حادثة، ومعضلة نازلة، في كل ركن من أركان الدين، ينبري لها أهل العلم بالشرع لحل ما غمض، وإلحاقها بأصلها، وبيان حكمها، ومن ذلك ما حصل في هذا العصر من نوازل شملت أكثر أبواب الفقه، ومن هذه الأبواب ((كتاب الحج)) الذي كثرت فيه المسائل وتفرعت.
أشار مؤلف الكتاب إلى أسباب كثرة النوازل في الحج، فذكر منها
1- ما أوجدته هذه القفزة الحضارية الهائلة من تطور في وسائل المواصلات أدى إلى كثرة الحجاج واكتظاظ المشاعر بهم.
2- ما ترتب على ذلك من الحاجة الماسة للمشاريع والتحسينات في مشاعر الحج لاستيعاب هذه الأعداد الهائلة.
3- وقوع كثير من الحجاج في أنواع من المخالفات نتيجة الجهل و الزحام الشديد.
4- وجوب اجتماع الحجاج في مكان واحد محصور كما أن بعض المناسك محددة بزمن معين ابتداء وانتهاء مما أدى إلى كثرة النوازل.
ثم تكلم المؤلف عن أهمية الموضوع في نقاط أبرزها:
1- أن هذا الموضوع يتعلق بركن من أركان الإسلام,وله أثر على المستويات المختلفة.
2- يتميز الحج عن سائر الأركان الأخرى بكثرة نوازله وتجددها.
3- أن بعض هذه النوازل تسبب في عدم قدرة المسلمين على أداء هذا النسك بسبب كثرة الحجاج،مما أدى إلى وضع نسب معينة لأعداد الحجاج واشتراط سن معين لمن يحج، فلزم بيان الحكم الشرعي في ذلك،وبيان حد القدرة على الحج والاستطاعة عليه
وقد تناول المؤلف المسائل والمستجدات الطارئة التي لم توجد في العصور السابقة، والمسائل التي تكلم عنها الفقهاء السابقون ، ولكن طرأ عليها ما يستدعي إعادة النظر والاجتهاد فيها
فذكر تعريف النوازل وبيان ضابطها، وأثر النوازل في تغير الجتهاد، ثم ذكر نوازل الاستعداد للحج، ونوازل المواقيت والإحرام، ونوازل الطواف والسعي -وتوسع في الحديث عن السعي في المسعى الجديد- ، ونوازل عرفة ومزدلفة ومنى، ونوازل أعمال يوم العيد و أيام التشريق، و نوازل شدة الزحام وأسبابه
إذا كانت المسألة من مواضع الاتفاق ذكر حكمها بدليلها مع توثيق الاتفاق من مظانه المعتبرة. وإذا كانت المسألة من مسائل الخلاف: حرر محل الخلاف وبيَّن من قال بها من أهل العلم، وذكر الأقوال في المسألة وبيَّن من قال بها من أهل العلم، واقتصر على المذاهب الفقهية المعتبرة، ووثق الأقوال من كتب المذهب نفسه، وتجنب الأقواال الشاذة، وعند ترجيحه لمسألة ما يذكر سببه، وكذلك ثمرة الخلاف إن وجدت