هذا المصحف يبين نوعا من أنواع الإعجاز في القرآن، حيث يكشف أسرار تكرار الآيات المتشابهات. أمثلة على ذلكالمثال الأول: قال تعالى (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) البقرة:18
في الآية الأولى ذهب الله بنور المنافقين فهم يتخبطون في الظلمات فكيف يرجعون؟ فختم الآية بقوله (فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ). والآية الثانية شبهت الكفار بما هم فيه من الغي والضلال والجهل كالدواب السارحة التي لا تفقه ما يقال لها، بل اذا نعق بها راعيها، أي: دعاها إلى ما يرشدها لا تفقه ما يقول ولا تفهمه، وإنما تسمع صوته فقط (فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
المثال الثاني: قال تعالى (يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ) المائدة:40 الوحيدة في القرآن وباقي المواضع (يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ)
قدم المغفرة على العذاب في جميع مواضع القرآن إلا في هذا الموضع بسورة المائدة، لأنها نزلت بعد ما ذكر في حق السارق والسارقة وعذابهما يقع في الدنيا أولا: (فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا)، فقدم لفظ العذاب، وقدم المغفرة في غيرها رحمة وترغيبا منه تعالى