إعراب ألفيَّة ابن مالك المُسمى «تمرين الطُّلاب في صناعة الإعراب» هو أحد أَعمدة كُتب النحو عند المتأخِّرين، ومِفتاح من مفاتيح عِلم العربيَّة، غيرَ أنه قد طالَتْه يَدُ التَّحريف والتصحيف، فأذهبَتْ رَونَقَه، وأبلَتْ جِدَّتَه، فلا غَروَ أن نُقدِّمَه اليومَ في حُلَّتِه البَهيَّة التي تَلِيق به وبِمؤلِّفه العلَّامة، مُحشًّى بِعشراتٍ من الفوائد البَدِيعة، ومِئاتٍ من التعالِيق النافِعة، ومُوشًّى بإخراجٍ تَطرَبُ له الأنفُس، وتقَرُّ به الأَعيُن، والله مِن وراء القَصد
ألفية ابن مالك والمسماة أيضًا بـ «الخلاصة» هي متن شعري من نظم الإمام محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، من أهم المنظومات النحوية واللغوية، لما حظيت به من عناية العلماء والأدباء الذين انْبَرَوْا للتعليق عليها، بالشروح والحواشي، ومتن اختصرها من منظومته الكبرى «الكافية الشافية»، والذي جمع فيه خلاصة علمي النحو والتصريف، في أرجوزة ظريفة، مع الإشارة إلى مذاهب العلماء، وبيان ما يختاره من الآراء، أحيانًا. وقد كثر إقبال العلماء على هذا الكتاب من بين كتبه بنوع خاص، حتى طويت مصنفات أئمة النحو من قبله، ولم ينتفع من جاء بعده بأن يحاكوه أو يدعوا أنهم يزيدون عليه وينتصفون منه، ولو لم يشر في خطبتهِ إلى ألفية ابن معطي لما ذكره الناس، ولا عرفوه. وحظيت ألفية ابن مالك بقبول واسع لدى دارسي النحو العربي، فحرصوا على حفظها وشرحها أكثر من غيرها من المتون النحوية، وذلك لما تميزت به من التنظيم، والسهولة في الألفاظ، والإحاطة بالقواعد النحوية والصرفية بإيجاز، مع ترتيب محكم لموضوعات النحو، واستشهاد دقيق لكل منها، فهي تُدرس في العديد من المدارس والمعاهد خاصةً الدينية واللغوية