التمهيد لما في الموطا من المعاني والاسانيد في حديث رسول الله
يعتبر هذا الكتاب من أشهر شروح موطأ إمام دار الهجرة، مالك بن أنس الأصبحي المدني، وأوسعها، وأعلاها قدرًا، وأغزرها فائدةً، وأشهرها ذكرًا، حيث أبان فيه عن نكت أغفلها الفقهاء، ففتح أقفالها وقيودها وأغلالها، بما آتاه الله من فكر نيّر وعقل نَصِيح. وليس التمهيد أعظم كتاب للفقه المقارن بمعظم مذاهبه فحسب، بل هو كتاب في الحديث، والجرح والتعديل، والتاريخ والسير، ومعرفة الرواة، بالإضافة إلى جولات موفقة في اللغة والأدب، وغيرها من العلوم
ولا شك أن مطالع كتاب «التمهيد» سيجده موسوعة علمية لا غنى عنها، وسيشهد بعظيم منزلته بين كتب الإسلام. ولقد صدق الإمام الحافظ العلّامة أبو محمد ابن حزم الظاهري حين قال: «لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله، فكيف أحسن منه»، وقال القاضي عياض: «ألّف أبو عمر كتاب التمهيد... وهو كتاب لم يصنع أحد مثله في طريقته»
أما مؤلفه الإمام الحافظ، ابن عبد البر الأندلسي، فهو غني عن التعريف. وقد أفنى عمرًا طويلا في جمع مواد كتاب «التمهيد»، وتحضير فصوله ومباحثه، وعاد إلى مئات المصادر في الفقه، والحديث، واللغة، والتاريخ، والسير
وقد حقق الأستاذ الدكتور بشار عوّاد معروف هذا الكتاب على وفق أحدث الطرق العلمية، بعد أن جمع له النسخ المنتشرة بالمغرب، وتركيا، والعراق، والسعودية، ومصر، وإيرلندا، وغيرها، وأخذ منه وقتا طويلا في تحقيقه