أخيراً صدر كتاب «روضة العقلاء ونزهة الفضلاء» – تحقيق مصطفى السقا، لأبي حاتم محمد بن حبان البستي
وهو من أعلام المحدثين في القرن الرابع الهجري. توفي السبتي سنة 354 هجرية
وذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان ترجمة مطولة له، وذكره العلامة السبكي المصري في «طبقات الشافعية الكبرى
وعُني بكشف اللثام عن وبست التي يُنسب إليها أبو حاتم وهي بلدة في فارس من كورة سجستان
وهي من مدائن العلم الكبرى في فارس، خرجت منها جماعة من كبار العلماء، من أشهرهم أبو حاتم بن حبان
وكانت بلاد فارس وخراسان في عصره مملوءة بمراكز الثقافة الإسلامية، وتعج برجال العلم، بخاصة علماء ال حديث والدين
وفق محقق الكتاب، فقد كان القرنان الثالث والرابع من أعظم قرون الثقافة الإسلامية
وكان من أبرز مميزات ثقافة هذين القرنين: أولاً نزعة الاستقصاء في جمع مواد العلوم الإسلامية
وعدم الاكتفاء بما دونه علماء القرنين الأول والثاني من فروع المعرفة
لذلك ظهرت فيهما الكتب الجوامع التي تشبه أن تكون دوائر معارف، في غزارة مادتها
واتساع أغراضها، وشمولها لنواحي كل علم، منها: في الحديث مسند الإمام حمد، والجامع الصحيح للبخاري
والجامع الصحيح لمسلم، ومسند أبي حاتم البستي وجامعه، وتفسير الطبري
والتاريخ له، وتاريخ الرجال للبخاري وللبستي وغيرهما، وفي اللغة: جمهرة ابن دريد، والبارع لأبي علي القالي
، والتهذيب للأزهري