أحدُ أهمِّ معاجم العربية وأعمِّها التي تناولت غريبَ حديث النبي, وغريبَ الآثار المنقولة عن آل بيته الأ طهار، وأصحابه الأخيار رضي الله عنهم، والتابعين لهم بإحسان رحمهم الله تعالى
رتب الإمام ابن الأثير رحمه الله تعالى موادَّ الكتاب على حروف المعجم ترتيباً ألفبائياً بمراعاة الحرف الأول من المادة ثم الثاني ثم الثالث
وجمع فيه أحاديثَ كتابَينِ اثنين، كانا عمدتَه في ترتيبه وتصنيفه؛ أولُهما: كتاب «الغريبين في القرآن والحديث» للإمام الهروي رحمه الله تعالى، وثانيهما: «المجموع المغيث في غر يبي القرآن والحديث» للإمام المديني رحمه الله تعالى، مُجرَّدةً هذه الأحاديثُ من غريب القرآن الكريم، ومُضا فةً كلُّ كلمة فيهما إلى أختها في بابها؛ تسهيلاً لطرق الوصول إليها
ثم أضاف إلى مادة هذين الكتابين كثيراً جداً مما فاتهما من غرائب أحاديث الكتب الصحاح، والمسانيد، وال مجاميع، والسنن، والغرائب، وكتب اللغة على اختلافها
وقد حفظ المؤلف رحمه الله تعالى فيه قدراً واسعاً من شروح علماء اللغة والغريب، وجمع أقوالاً كثير أصَّلت مادَّةَ الغريب المتعلِّقةَ بالألفاظ؛ كلغات القبائل، والفصيح وغير الفصيح، والمشتقات، والنوادر، والأماكن، والشواهد، وكذلك المتعلِّقة با لمعاني؛ أئمة اللغة الأ علام، وجهابذتها العظماء الفِخام؛ كالأصمعي، وأبي عبيد القاسم بن سلَّام، وابن قتيبة الدينوري، والحربي، والخطَّابي، والزمخشري، لكنه مع ذلك لم يكن يكتفي بالنقل فحسبُ، بل كان يردُّ وينقد، ويرجِّح ويقوِّم
وما أسعد دار المنهاج بإخراج أمثال هذه الأسفار، جعل الله تعالى سعيَنا فيها مقبولاً، وثوابَنا من ه في خدمتها دائماً موصولاً