ما زالت دراسة النحو إلى الآن هي الباب الأساسي لفهم العربية، ومن ثم فهم كتاب الله عز وجلّ واستيعاب أحكام ه ومعانيه، ولا يكاد تخلو مكتبة دارسٍ للعربية بفروعها المختلفة من كتاب النحو، وما زالت كتب السلف من العلما ء الذين كرسوا حياتهم لهذا العلم الجليل، هي خير زاد ومعين؛ لما أودعوهفيها من ذخائر خبرتهم وروائع أفكارهم، ونتائج قرائحهم. وكتاب «السنية في شرح المقدمة الآجرومية» الذي بين أيدينا هو كما يصفه مؤلفه «كتاب واضح العبارة، ظاهر الإ شارة، يافع الثمرة، ذاتي القطاف، كثير الأسئلة والتمرينات”. قصد به مؤلفه تفسير فهم المقدمة الآجرومية على صغار الطلبة؛ لأنها الباب إلى تفهم العربية. وهو ثمرة عالم فذّ من علماء العربية، هو شيخ العلماء المحققين محمد محي الدين عبد الحميد، الذي شهد له الجمي ع بالألمعية والنبوغ، فكان ابناً باراً لهذه اللغة وحارساً من حراسها القائمين على حمايتها وصيانتها من أي خلل أو انحراف. وبالنظر لأهمية هذا الشرح فقد اهتم بتحقيقه وبتخريج هذه الطبعة منه خالية من الأخطاء المطبعية والإ ملائية التي عابت بعض الطبعات السابقة، كما حرص على ضبط النص، وكتابة الآيات القرآنية برسم المصحف الشريف، مع تخريج هذه الآيات وعزوها إلى أماكنها من سور القرآن الكريم، كما وتمّ الاهتمام بتبويب هذه الطبعة تبويباً جديداً تيسيراً على الباحثين والطلاب