هو كتاب (الغاية في شرح الهداية) لأبي العباس أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السروجي الحنفي ( ت 710 )، قاضي القض اة بمصر وشرحه هذا من الشروح النادرة في المذهب؛ فله اهتمام بالكلام على الأحاديث وأسانيدها وعللها، بخلاف عمل أئمة المذهب في شروحهم؛ إذ يقل اهتمامهم بهذا الأمر كما أنه يهتم بذكر أقوال أهل المذاهب الأخرى -ومنهم الظاهرية- في كثيرٍ من ال مسائل، متأثرًا في ذلك بطريقة ابن قدامة في “المغني”، فالكتاب أعدُّه ثروة علمية مُهمِّة ولعل هذا كلَّه راجعٌ إلى كون صاحبه كان حنبليًّا أول ما تفقَّه ثم صار إلى مذهب أبي حنيفة وحفظ « الهداية » واهتمَّ بها وقد أفاد من هذا الشرح كثيرٌ من علماء ال مذهب؛ كالزيلعي في « التبيين »، وابن الهمام، والملا خسرو، وابن عابدين، وغيرهم للفائدة؛