هذا كتابٌ أصيلٌ من تراثنا الأدبيِّ، لإمامٍ محدِّثٍ مشهورٍ من أئمّة الحديث النبويِّ الشَّريف، و هو ابنُ حِبّانَ البُستيُّ، ظهرَ أوّل ما ظهرَ في عالم المطبوعاتِ سنة (1328هـ) الموافق سنة (1910م)، بعناية محمّد أمين الخانجي، عن نسخةٍ كتبتْ سنة (628هـ) ، من مقتنياتِ الشيخ طاهر الجزائري، آلتْ فيما بعد إلى الضَّياع
وعلى الرَّغم ممّا وقعَ في هذه النشرة من خلطٍ وسقطٍ وتصحيفٍ وتحريف، فقد اتكأ عليها المحقِّ قون فيما بعد فأصدروا عدة تحقيقاتٍ ونشراتٍ، بعيدة كلَّ البُعدِ عن التحقيق العلميِّ الرَّصين، ا ل ذي لا يليقُ بهذا الكتاب أنْ يخرجَ إلاّ على رَسْمهِ وووَسْمِه
وقد قدَّمتُ للكتابِ بدراسةٍ اشتملتْ على ثلاثةِ فصولٍ: الفصل الأوّلك تحقيقاتٌ في ترجمةِ ابن ِ حِبّان البُستي: وذلك أنّي رأيت المحقِّقين ممن ترجموا لهُ في مقدِّمات تحقيقاتهم، قد اقتصروا عل ى المعالم الأساسية في سيرته، فجاءت تراجمهم، وكأنها بقلمٍ واحد، لذلك كان من الواجب أنْ نقفَ على حيثيّات سيرة ابن حِبّان، فنسبرَ غورها، ونحقِّقَ معلوماتها، للخروج بترجمةٍ تتسمُ بال جِدّة والإثارة
الفصل الثاني: قراءة في كتاب "روضة العقلاء"، أثمرت عن عدّة أمور منها: بواعث تأليف الكتاب، ومنهجية م ؤلفه، ومصادره، وقيمته الأدبية، الفصل الثالث: دراسة كتاب "روضة العقلاء" مخطوطاً، حققتُ فيه نسبة ال كتاب لمؤلفه، وعنوانه الصَّحيح الذي ارتضاه المؤلِّف لنفسه، وزمن تأليف الكتاب، ووصف النسخ الخطِّية، وتحديداً نسخة باريس التي تمثِّلُ الإبرازة الثانية من الكتاب، ونقد الطبعات السابقة، ولا سيّما طبعة الخانجي، التي اتكأ عليها المحقِّقون فيما بعد، وبي ان منهج التحقيق المتّبع في نشرتنا، ومميزاتها عن النشرات السابقة