الكتاب (ماهية علوم الحديث والاتجاهات النقدية المعاصرة) لمؤلفه الباحث الفذّ الدكتور حمزة البكري؛ بضبط ماهيّة علوم الحديث، وذلك بتحديد تعريف هذا العلم، وتحديد موضوعه، وتعين غايته، ويناقش الأقوا لواردة في هذه المبادئ، كما يهتمُّ بالبحث في أسماء هذا العلم ومناقشتها من جهة صِلَتِها بماهيّت ه. ويُسلِّط الضوء كذلك على الهيكل النظريّ لعلوم الحديث، ويقف وقفةً جادّة عند مراتبه وأقسامه، لت أصيلها من جهة، وللكشف عن موضع كتب مصطلح الحديث فيها من جهة أخرى
ثم ينطلق من هذه النظرة الكلّيّة إلى علوم الحديثللبحث في الإشكاليّة المعاصرة في تصوُّر علاقة ه ذا العلم وكتبه بالنقد الحديثيّ، حيث ظهرت هذه الإشكالية بوضوح في هذا العصر؛ فمنهم مَنْ ظنّ كفاية مصطلح الحديث في النقد فاقتصر عليه، ومنهم مَنْ رأى عدم كفايته فيه فانت قد علم المصطلح وكتبه، ومنهم مَنْ تصوَّر مراتب هذا العلم بدقّة، وتفهّم موضع علم المصطلح منها، فتف هّم وظيفة كتبه وغايتها، ولم يُبالِغ في شأنها إيجاباً بالاقتصار عليها، أو سلباً بانتقادها والاعتراض عليها
وقد عرض المؤلف للاتجاهات النقدية المعاصرة في علوم الحديث، متمثلةً في أعيان المشتغلين بهذا الفنّ، كالك وثري والمعلمي والألباني وحمزة المليباري، غيرَ متعرِّضٍ لأشخاصهم ولا لتوجهاتهم الفكرية، إنما دارسًا لاتجاهاتهم الحديثية وآرائهم النقدية، بتجرُّد وموضوعية. وقد خلصت الدراسة إلى نتائج جديرة بالاهتمام البالغ عند المشتغلين بهذا العلم