يتناول الكتاب ومؤلفه جانبًا من جوانب الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم؛ حيث يرى المؤلف أن القرآن الكريم يراعي المقام في التعبير، فيذكر أمراً أو تعبيراً في مقام اقتضاه ما قبله أو ما بعده من الآيات ونحو ذلك. وقد يترك القرآن الكريم ذكر أمر من الأمور في موضع كان من المتوقع ذكره في السياق، وكل ذلك مراعاة لأمر أو أمور قد تكون ظاهرة أو قد تكون خفية، ولكن تتبين للمتدبر في كتاب الله.كما بين الدكتور السامرائي وآلياته اللغوية والتفسيرية والمعرفية أن ذكر التعبير أو الأمر في موطن ما من القرآن الكريم إنما هو لأمر يقتضيه المقام. وترك ذلك إنما يكون لأمر يقتضيه المقام أيضا. والبلاغة -كما هو معلوم- إنما هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال. والقرآن -كما هو معلوم- إنما هو أعلى درجات البلاغة، فكانت المراعاة في الذكر والترك