لا يخفى على المسلم اليوم أننا نعيش في زمن كثرت فيه الفتن وتكاثرت وتعقدت حتى أضحت سمة واضحة لهذا العصر، فحقًّا ما قيل فيه بأنه عصر الفتن، ولخطورة هذا الأمر على المسلم في حياته الفردية أو الأسرية أو الاجتماعية فقد كان من المهم جدًّا أن يقوم أهل العلم بواجب البيان والإرشاد؛ كي لا يلتبس الأمر على الأفراد من هذه الأمة، فانبرى لذلك جلة من أهل العلم منهم الشيخ عبد الكريم الخضير، وبما أن أصح كتاب بعد كتاب الله هو سنة رسول الله المودعة في صحيح البخاري فقد قام الشيخ بشرح كتاب الفتن منه، فكان شرحًا رائقًا، يبدأ الشيخ فيه ببيان رجال الأسانيد بيانًا موجًزا ثم يسهب بالكلام عن دلالة الأحاديث، والتي شملت الكثير من أحداث آخر الزمان، وما يقع فيه من فتن، وبيان كيفية التحرز والخروج منها، وقد كان لأشراط الساعة حظ وافر في الكلام عليها وبيانها، وكل هذا كان بأسلوب واضح يفهمه كل قارئ