فقد وفقني الله عز وجل لأن أجمع كتابا لطيقا، أذكر فيه بعض
عجائب الكلم، ودرر العظات والفوائد والحكم؛ مما حدث به نبينا محمد سيد العرب
والعجم عليه الصلاة والسلام ما نطق ناطق بكلم، من القصص المتمم؛ فإن النفس لها
ارتياح إلى القصص الملاح، وأخبار أهل الفساد وأهل الصلاح، فأجبتها إلى مقصودها
راغبا في الثواب من معبودها، بشرط الإعراض عن فساد الأغراض، قاصدا فيه
الاختصار لكي لا يطول في التأليف مجموعه، وفي المثل السائر: «أقصر الكلام منفوعه
وخير المصنفات ما سهلت فائدته وعظمت، مع السلامة من الإشكال وغيره عائدته