فضرب الأمثال من الأساليب القرآنية البليغة، والوسائل الدعوية والتربوية البديعة؛ لذلك كانت متعددة ومتنوعة في القرآن الكريم، أمر الله تعالى بالتفكر فيها، والتعقل في خوافيها
فآيات الأمثال ينبغي أن تكون بابًا قائمًا بذاته، كآيات الأحكام، وآيات القصص، ونحوها
ولذلك كانت هذه الدراسة التي تتضمن إضاءات وتأملات في آيات الأمثال، وبيان الأسرار في أوجه التشبيه، والهدايات
والكلام في هذا الأسلوب القرآني متسع مشعب، ولكننا سنتحدث عن الجانب الذي نحن بصدده، وهو التفكر في هذه الأمثال، واستخراج فوائدها وهداياتها
ومنهج الكتاب سيكون بالبدء بالتفسير الإجمالي للمثل، ثم ببيان مناسبته لما قبله وما بعده، ثم إيراد الهدايات المتعلقة به، وذلك إما بنقل ما ذكره أئمتنا الكرام، أو التدبر في دلالات المثل، واستنباط هداياته من خلال ما يلي:
١ - الاعتماد على دلالات الألفاظ وتنوع الأساليب
٢ - الاهتداء بآثار الصحابة والتابعين
٣ - فهم المثل من خلال أحوال النزول
٤ - الاستفادة من أوجه الإعراب
٥ - التأمل في المقاصد والسياق والمناسبات
وسيكون السير فيها على ترتيب ورودها في سور القرآن الكريم
هذا وقد أُلفت كثيرٌ من الكتب حول أمثال القرآن، ولا يعد تعددها تكرارًا؛ فلكل سبيله ووجهته، ومنهجه وطريقته، إلا أن هذا الكتاب هو الأول حول استنباط هدايات الأمثال، وما فيها من وجوه الشبه والدلالات، ولم أقصد به الاستقصاء، وإنما المقصود الانتقاء؛ وفتح هذا الباب لمن أراد التدبر والارتقاء