لا يخفى على كل طالب علم ما لآراء كبار تابعي التابعين رحمهم الله تعالى من أهمية كبيرة في إثراء الفقه الإسلامي، ومن هؤلاء الإمام الجليل عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي رحمه الله تعالى، الذي كان له الباع الطويل في العلم وبخاصة في الفقه والحديث، الأمر الذي جعل الإمام الأوزاعي يحتل المكانة المرموقة بين اقرانه من العلماء العاملين ، فهو العالم المجتهد وصاحب المذهب المستقل الذي لا يقل أهمية بأي حال من الأحوال عن مذاعب الأئمة الأربعة المدونة والمشتهرة. وإزاء ذلك كله، كان الإمام الاوزاعي رحمه الله تعالى وهو على هذه القدم الراسخة في العلم، جديرا بأن تستخرج اصول فقهه الواسع، وتدرس دراسة مستفيضة، تتناسب مع قيمة هذا الرجل العلمية والفكرية حيث إن هذا الفقه لم يأت من فراغ، وإنما إنطلق من اصول ثابتة وأسس ركيزة