الزنادقة - عقائدهم وفرقهم وموقف أئمة المسلمين منهم
Sold Outعندما تمَّ أمرُ الدِّين, وسطعَتْ شمسُه على أنحاء المعمورة, ومحَا نورُه ظلماتِ كثير من الدِّيانات الباطلة، والمِلل الكافرة, غاظ أعداءَ الدِّين من اليهود والمجوس ما رأوه من شأنه, وإقبالِ الناس عليه, فأجمعوا أمْرَهم على الكيد له, ولَمَّا كان أمر مقاومته بالسِّلاح أمرًا مستحيلًا بالنسبة لهم، عمَدوا إلى تدابيرَ ماكرة, ومؤامراتٍ خبيثة, فأظهر الكثيرُ منهم الدخولَ في دِين الله؛ قاصدًا بذلك إفسادَ عقائد المسلمين، وتشتيت كلمتهم, فظهَر الزَّنادقة, وظهرتْ بظهورهم الويلات, وحلَّت بالإسلام الكثير من المصائِب والمِحن، وكان هذا سببًا في كثير من تفرُّق الأمَّة الذي لاقت منه الأمرَّينِ.
وكتاب هذا الأسبوع هو دراسة تُسلِّط الضوءَ على هؤلاء الزنادقة، ويدرس مكايدَهم وأساليبَهم في حرْب الإسلام والمسلمين, وما تفرَّع عنهم من فِرق متعدِّدة, وما انتحلوه من عقائدَ باطلة، وأفكارٍ منحرِفة, كما أنَّه يُبرز الجهودَ التي قام بها أئمَّةُ المسلمين وعلماؤُهم في محاربة هؤلاء المارِقين، والقضاء عليهم.
الكتاب بدأ بمقدِّمة ذكَر فيها المؤلِّف أهميَّة الموضوع، وأسباب اختياره, وخُطَّة البحث.
ثم أردفَ بتمهيدٍ تناول فيه أصلَ دعوة الرُّسل عليهم السلام، مؤكدا على أنَّها دعوةٌ للتوحيد، وإفراد الله بالعبادة، والتحذير من الشِّرك وعِبادة غير الله.
بعد ذلك شرَع المؤلف في أبواب الكتاب، التي تألَّفت من أربعة أبواب:
الباب الأوَّل: خصَّصه المؤلِّف للحديث عن نشأة الزَّندقة بعد ظهور الإسلام, واشتمَل هذا البابُ على خمسة فصول:
الفصل الأوَّل: تناول فيه المؤلِّف مفهومَ الزَّندقة، واشتقاقها في اللُّغة, ومفهومها قَبل ظهور الإسلام وبعده, ذاكرًا مجموعةً من الطوائف التي أُطلق عليها وصفُ الزندقة في الإسلام، كاللذين حرَّقهم أمير المؤمنين عليُّ رضي الله عنه, والمانوية, والثنوية, والجهميَّة، وغيرهم. كما عدَّد المؤلِّف عددًا من التعريفات التي عُرِّف بها الزنديق, ورجَّح منها المؤلِّف التعريف الذي ينصُّ على أنَّ الزِّنديق هو: المنافق إذا ظهَر منه ما يدل على كفره الذي يبطنه بقلبه كالطعن في الشريعة, والقدح في القرآن والسنة ونحو ذلك.
الفصل الثاني: وهنا تحدَّث المؤلِّف عن جذور الزندقة قبل الإسلام, متناولًا جذورها الفارسية, والتي عدَّها المؤلِّف الجذورَ الأولى لها, وهي التي أثَّرت في أفكار الزنادقة تأثيرًا ظاهرًا, وذَكَر من الجذور الفارسية: المانوية, والمزدكية, والديصانية. كما تناول جذور الزندقة الهنديَّة, وجذورها من الدِّيانات الأخرى كاليونانية, واليهوديَّة, والنصرانيَّة.
الفصل الثَّالث: ويتناول هذا الفصلُ نشأةَ الزَّندقة في تاريخ المسلمين وأسبابها, وبيَّن المؤلِّف أنَّ إطلاق مسمَّى الزندقة وظهوره في تاريخ المسلمين كان بدايتُه في أواخر عهد الخلفاء الراشدين, ثم انتشر ذلك الإطلاقُ وشاع استعمالُه بعد ذلك, متحدِّثًا عن الزندقة في عصر الخلفاء الراشدين, وعصر بني أُميَّة, وعصر بني العباس.
أمَّا أسباب ظهورها، فعزاه المؤلِّف إلى:
أوَّلًا: الحِقد على الإسلام وأهله.
ثانيًا: حرَكة الترجمة وانتشار علوم الأوائل.
ثالثًا: البحث في عِلم الكلام والجدَل، وترْك الأثر.
رابعًا: الانغماس في اللهو والمجون.
خامسًا: الاعتماد على الموالي في مهامِّ الدولة.
سادسًا: تعدُّد الفِرق الإسلاميَّة وتناقُضها.
كما ذكر مجموعةً من الأسباب الأخرى.
الفصل الرَّابع: وقد خصَّصه المؤلف لذِكر أهداف الزنادقة وأساليبهم؛ فأمَّا أهدافهم، فذكر منها:
أولًا: هدْم الشَّريعة الإسلاميَّة.
ثانيًا: بَعْث النِّحَل القديمة.
ثالثًا: الوصول إلى الخِلافة الإسلاميَّة.
رابعًا: التشكيك في الدِّين الإسلاميِّ وتشويه الشَّريعة.
وأمَّا أساليبهم وما سلكوه من طُرق للكيد بالإسلام والمسلمين، فذكرها المؤلِّف كالتالي:
أوَّلًا: التستُّر بحُبِّ آل البيت والدِّفاع عنهم.
ثانيًا: انتحال النَّسَب النبويِّ.
ثالثًا: الوضْع في الحديث النبويِّ.
رابعًا: استمالَة العوامِّ بالحِيَل والخداع.
خامسًا: التظاهُر بالإصلاح وادِّعاء الغَيرة على الدِّين.
سادسًا: إشاعةُ الإباحيَّة، ونشْر المغريات.
الفصل الخامس والأخير من هذا الباب: تناول فيه المؤلِّف الصلةَ الوثيقة بين الزندقة والشُّعوبيَّة، مشيرًا إلى أنَّ الشعوبيَّة فِرقة تُسوِّي بين العرب والعجم في الفضْل، أو تكره العربَ وتُفضِّل العجم.
الباب الثاني: وقد خصَّص المؤلِّف هذا الباب للحديث عن فِرَق الزندقة، وآثارهم, وذلك في ثلاثة فصول:
الفصل الأوَّل: عدَّد فيه عددًا من فِرق الزندقة، مفصِّلًا فيها القول, وممَّا ذكره من ذلك: السَّبئية, والجهميَّة, والراونديَّة, والإسماعيليَّة, والقرامطة, وغيرها من الفرق الأخرى.
الفصل الثاني: وفيه يُحدِّثنا عن أثر الزندقة في الفِرق الإسلاميَّة, مبيِّنًا أثرَهم على الخوارج, والشِّيعة, والمعتزلة, والصوفيَّة.
الفصل الثالث: ذكَر فيه أهمَّ مظاهر الزندقة في العصر الحديث من فِرَق وتيَّارات معاصرة؛ ومن الفرق الحديثة التي تناولها المؤلِّف: فرقة البابية, والبهائية, والقاديانية, ومن التيَّارات المعاصِرة تحدَّث عن العلمانية, والحَدَاثة.
الباب الثالث والأخير: وفيه يَستعرض المؤلِّفُ معتقداتِ الزنادقة، وقد جاء في أربعة فصول:
الفصل الأوَّل: تحدَّث فيه عن مُعتقداتهم في الإلهيَّات, وذكَر من ذلك قولَهم بالحلول والاتحاد, وتأليه البَشَر, وتعطيل الأسماء والصِّفات, وتشبيه الله تعالى بخَلْقِه.
الفصل الثاني: وتحدَّث فيه عن معتقداتهم في النبوَّات, وأنهم يُنكرون النبوَّة, بل ويَدَّعونها.
الفصل الثالث: وذكر فيه معتقداتِهم في الغيبيات, وممَّا ذكره عنهم في ذلك: أنهم يقولون بالتناسُخ, ويُنكرون يوم القيامة.
الفصل الرَّابع: سرَد فيه مجموعةً من المعتقدات الأخرى عند هؤلاء، كإنكار الواجبات، واستحلال المحرَّمات, والاستهزاء بالدِّين وشعائره.
الباب الرَّابع: وفيه يفصِّل المؤلِّف الحديثَ عن الحُكم على الزنادقة، وجهود الأئمَّة في محاربتهم, وذلك في فصلين:
الفصل الأوَّل: الحُكم على الزنادقة, متحدِّثًا عن توبة الزِّنديق في المذاهب الأربعة، ومبيِّنًا أنَّ العلماء اختلفوا فيها على أقوال, مناقشًا تلك الأقوال, وقدْ رجَّح المؤلِّف القول بالتفصيل، الذي فيه التفريق بين مَن تاب قبل القُدرة عليه؛ ومَن أظهَر ذلك بعدَ القُدرة عليه, فتُقبل توبة الأول, ولا تقبل توبة الثاني، بل يُقتل دون أن يُنظَر إلى توبته.
كما تحدَّث في هذا الفصل أيضًا عن قتْل الزِّنديق، وعن حُكم ميراثه, وذكر أقوال العلماء في المسألتين، وما ترجَّح له فيهما.
الفصل الثاني: وذكَر فيه المؤلِّف عددًا من النَّماذج التي تُظهِر جهودَ الخلفاء والأمراء في محاربة الزَّنادقة، ابتداءً من جهود الخلفاء الراشدين, مرورًا بالعصر الأُموي, والعصور العباسيَّة الأربعة, والدولة العثمانيَّة, وانتهاءً بجهود الملوك والسَّلاطين في العصر الحاضر.
الفصل الثَّالث: عدَّد فيه المؤلِّف مجموعةً من النماذج لجهود العلماء في محاربة الزَّنادقة من القرن الأوَّل إلى القرن الرابع عشر الهجري