إنَّ الشّهادةَ في سبيلِ اللّهِ تعالى مطلبٌ غالٍ نفيسٍ، طالما تمنّاها الصّالحونَ والأخيارُ من عبادِ اللّهِ، بل ويتمنّاها الشّهيدُ نفسهُ بعدَ موتهِ لما يرى من الكرامةِ، والمنزلةِ الرّفيعةِ العاليةِ، التّي أعدّها اللّهُ لمن قتلَ في سبيلهِ، وقد عملَ المؤلِّفُ بينَ صفحاتِ كتابهِ على تعريفِ الشّهيدِ وذكرِ سبب تسميتهُ بذلكَ، وبيانِ أنواعِ الشّهداءِ، وفضلِ الشّهادةِ في سبيلِ اللَّهِ لإعلاءِ كلمةِ اللّهِ، مبيناً أنَّ مذهبَ أهلِ السُّنّةِ والجماعةِ عدمَ القطعِ لمعيَّن بجنّةٍ ولا نارٍ، وأنَّ الشّهيدَ في الأصلِ من قُتلَ مجاهداً في سبيلِ اللَّهِ، لكن جاءت النّصوصُ بإطلاقهِ على غيرهِ أيضاً كالمطعونِ والمبطونِ والغرِقِ ونحوهم، فعملَ الكتابُ على تأكيدِ أنّهُ للشّهادةِ منزلةٌ عاليةٌ ودرجةٌ رفيعةٌ لا يجوزُ إطلاقها إلّا على من أطلقَ عليهِ الشّارعُ ذلكَ، كما لا يجوزُ أن يلحقَ بها أوصافاً لم ترد بها النصوص، فيسعى في كتابهِ لزرعِ المفاهيمِ الصّحيحةِ في عقولِ القرّاء المسلمينَ وترويتها بالعلمِ والفقهِ والمعرفةِ.